إجراءات صحية تحوطية في فصول مدارس هولندا.
إجراءات صحية تحوطية في فصول مدارس هولندا.
-A +A
«عكاظ» (لندن، واشنطن) OKAZ_online@
يعتري القلق ملايين الآباء والأمهات في أرجاء العالم، بعدما قررت حكومات عدة المضي قدماً في استئناف الدراسة بمدارس التعليم العام، مع حلول البداية التقليدية للعام الدراسي مطلع سبتمبر القادم. وفيما فتحت ألمانيا مدارسها منذ نحو 10 أيام، لا تزال إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تمارس ضغوطاً على حكام الولايات لإعادة فتح المدارس، في أتون التفشي المتسارع لفايروس كورونا الجديد. وكانت المدارس في بريطانيا أغلقت في مارس الماضي، قبل أربعة أشهر من نهاية العام الدراسي، جراء تفشي الوباء الذي أدى إلى أكثر من 40 ألف وفاة في الجزر البريطانية. ويتعلل رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون بأن استمرار إغلاق المدارس يعني ضياع عام دراسي على جيل كامل من البريطانيين. لكن نقابات المعلمين ترى أن المدارس ليست آمنة بما يكفي لاستئناف التعليم. وتتمثل المشكلة الكبرى في أن الدراسات أكدت أن الأطفال قد يكونون من أكبر الناقلين لعدوى كوفيد-19، لأن لديهم أحمالاً كبيرة من الفايروس في أنوفهم. ويقول العلماء إن الأحمال الكبيرة -وتعني عدد الجُزَيْئات الفايروسية التي تصيب الفرد- تجعله أكثر قدرة على إفشاء العدوى، ومساعدة الفايروس على شن هجمة كبيرة على المجتمعات. والمشكلة الأشد تعقيداً أن الأطفال المصابين بالفايروس لا تبدو عليهم أي أعراض. لذلك يرفض أطباء وعمال الصحة بوجه عام إخضاعهم للفحص. وطبقاً للدراسة التي وفرت تلك المعلومات، فإن نتائجها مستمدة من مقارنة عينات أخذت من أنف وحلق ودم 49 شخصاً دون سن الـ22 عاماً، وتمت مقارنتها بعينات مماثلة أخذت من أشخاص منومين بمشاف بعد تأكد إصابتهم بكوفيد-19. وأجرى هذه الدراسة أطباء مستشفى ماساشوسيتس العام في بوسطن. وخلاصتها أنه إذا أعيد فتح المدارس من دون اتخاذ التحوطات الاحترازية اللازمة فسيقوم الأطفال بدور كبير في تفشي الوباء. المصيبة أن دراسات أخرى في المجال نفسه برأت الأطفال تماماً من احتمال نشر العدوى، متمسكة بأن معدل الإصابات وسطهم أقل بكثير منه لدى البالغين. وأكدت أن الأطفال المصابين بالفايروس تظهر لديهم الأعراض كغيرهم من المصابين. ويصر المشرف على دراسة مستشفى ماساشوسيتس الدكتور لايل يونكر على أن خطر نشر العدوى من قبل الأطفال المصابين حقيقة، وليس خيالاً. وأوضح أنه وفريقه فحصوا 192 من الأطفال حتى سن 22 عاماً، فاتضح أن 49 منهم مصابون (الربع تقريباً). لكن نصف عدد المصابين فقط هم الذين ظهرت عليهم الأعراض المعروفة للمرض. وزاد أن المقارنة أكدت أن الأطفال الذين خضعوا للفحص لديهم أحمال فايروسية في مجاريهم التنفسية أكبر بكثير مما لدى 162 بالغاً منومين بعد تأكد إصابتهم بالفايروس. بيد أن عشرات الدراسات السابقة خلال الأشهر التي أعقبت اندلاع نازلة كورونا أكدت أن احتمالات إصابة الأطفال مستبعدة. كما أن احتمالات وفاتهم بهذا المرض ضئيلة جداً. ومع ذلك فإن الدراسات نفسها تؤكد أن الأطفال ليسوا محصّنين ضد الفايروس! ولا يزال العلماء في حيرة من أمرهم حيال ضآلة عدد المصابين من الأطفال في أرجاء العالم. وفيما توفي أكثر من 40 ألفاً بالوباء في بريطانيا، فإن عدد وفيات الأطفال في مقاطعتي إنجلترا وويلز لم يتجاوز 6 أطفال دون سن الـ14 عاماً.